کد مطلب:266706 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:180

الحال فیما لو احتیج إلی بیان الإمام الغائب
فإن قیل: أرأیتم إنْ كتم الناقلون بعض مهمَّ الشریعة واحتیج إلی بیان الإمام، ولم یُعلم الحقُّ إلاّ من جهته، وكان خوفه القتلَ من أعدائه مستمرّاً، كیف یكون الحال؟

فأنتم بین أن تقولوا: إنّه یظهر وإن خاف القتل، فیجب علی هذا أن یكون خوف القتل غیر مبیح للغَیْبة، ویجب ظهوره علی كلّ حال!

أو تقولوا: لا یظهر، ویسقط التكلیف فی ذلك الشیء المكتوم عن الأٌمّة، فتخرجوا بذلك من الإجماع؛ لأنّ الإجماع منعقد علی أنّ كلّ شیء شرعه النبیّ صلیّ الله علیه وآله وأوضحه فهو لازم للأمّة إلی (أن تقوم) [1] الساعة.

وإن قلتم: إنّ التكلیف لا یسقط، صرّحتم بتكلیف ما لا یطاق وإیجاب العلم بما لا طریق إلیه.



[ صفحه 61]



قلنا: قد أجبنا عن هذا السؤال وفرّعناه إلی غایة ما یتفرّع فی كتابنا «الشافی» [2] .

وجملته: أنّ الله تعالی لو علم أنّ النقل لبعض الشریعة المفروضة ینقطع - فی حال تكون تقیّة الإمام فیها مستمرّة، وخوفه من الأعداء باقیاً - لأسقط ذلك التكلیف عمّن لا طریق له إلیه.

وإذا علمنا - بالإجماع الذی ا شبهة فیه - أنّ تكلیف الشرائع مسمترٌ ثابتٌ علی جمیع الأُمّة إلی أن تقوم الساعة، ینتج لنا هذا العلم أنّه لو اتّفق أن ینقطع النقل - بشیء من الشرائع [3] - لما كان ذلك إلاّ فی حال یتمكّن فیها الإمام من الظهور والبروز والإعلام و الإنذار.


[1] في «أ»: يوم.

[2] الشافي 1/ 144 - 150 وما بعدها.

[3] في «ج»: الشرع.